اعتذار الهلال عن السوبر- ضجيج مبالغ فيه أم حقوق مهدرة؟

المؤلف: سامي المغامسي08.27.2025
اعتذار الهلال عن السوبر- ضجيج مبالغ فيه أم حقوق مهدرة؟

- استياء واسع النطاق يحيط بقرار نادي الهلال بالاعتذار عن المشاركة في بطولة السوبر السعودي، حيث تحول هذا الموضوع إلى محور اهتمام بالغ لدى الكثيرين، بل تصدر المشهد وأصبح قضية رأي عام بارزة، وكأنه لا توجد قضايا أخرى تستحق النقاش والتحليل باستثناء هذا الاعتذار.

- أصوات تتعالى مطالبة بتوقيع عقوبات صارمة ورادعة على الهلال، وذلك كمكافأة – ويا للعجب – على أدائه الباهر والمشرف الذي قدمه للكرة السعودية والعربية والآسيوية في المحافل الدولية والقارية.

- لم يقدم الهلال على خطوة الاعتذار إلا بعد دراسة متأنية وشاملة من قبل إدارته، بهدف تقييم مدى جدوى المشاركة في البطولة بعد موسم رياضي مضن وشاق للغاية، ومن البديهي أن يكون من حق لاعبيه الحصول على فترة كافية من الراحة والاستجمام، وذلك لاستعادة نشاطهم وحيويتهم وقوتهم البدنية المعهودة، خاصة بعد موسم طويل ومليء بالتحديات والصعوبات، إذ ارتأت الإدارة أن المصلحة العليا للفريق تقتضي عدم المشاركة، لما قد يترتب عليها من آثار سلبية وخيمة على الأداء والنتائج.

- ما الداعي لكل هذه الجلبة والضجة المثارة حول هذا الاعتذار؟ فالقوانين واللوائح المنظمة لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم واضحة ومحددة، وفي حالة اعتذار أي نادٍ عن المشاركة في أي بطولة، سواء كانت داخلية أو خارجية، فإن لكل بطولة لائحتها الخاصة التي تنظمها، ولا يوجد مجال للاجتهادات الشخصية أو التفسيرات الفردية، وإذا كان هناك قصور في وجود لائحة واضحة ومحددة تحدد نوع العقوبة المترتبة على الاعتذار، فإن ذلك لا يقع على عاتق الهلال أو يتحمله بمفرده.

- لقد قدم الهلال موسماً استثنائياً بكل المقاييس، ومثل المملكة العربية السعودية خير تمثيل في محفل عالمي مرموق، وقدم للعالم أجمع صورة مشرقة عن المشروع السعودي الطموح لتطوير كرة القدم، ويجب على الاتحاد السعودي لكرة القدم أن ينظر إلى هذا الأمر بعين الاعتبار والتقدير، وأن يمنح فريق الهلال وكافة الفرق السعودية الأخرى امتيازات وحوافز تشجيعية في حالة تحقيق إنجازات وبطولات ترفع اسم المملكة عالياً، فوصول الهلال إلى مصاف أفضل (8) أندية في العالم ومقارعة أبطال أوروبا، بل وتحقيق الفوز عليهم في بعض الأحيان، يعتبر إنجازاً تاريخياً يضاف إلى سجل الكرة السعودية والعربية والآسيوية الحافل.

- لماذا تثار كل هذه الضجة والبلبلة حول نادي الهلال؟ هل السبب في ذلك هو أنه قدم صورة مشرفة ومضيئة تستحق عليه كل الثناء والتقدير والتصفيق الحار؟ إن مشكلة البعض تكمن في أنهم ما زالوا ينظرون إلى الأحداث من زاوية ضيقة ومحدودة، ولا يفكرون بشكل إبداعي أو خارج الإطار التقليدي المألوف.

- إن مثل هذه الاعتذارات كان يجب أن تكون لها لوائح وضوابط محكمة وواضحة المعالم، تحفظ حقوق جميع الأطراف المعنية، وألا يكون هناك مجال للاجتهاد أو التخمين في تحديد العقوبات المترتبة على ذلك، بل يجب أن تكون الأمور محددة ومنصوص عليها بشكل قاطع لا يقبل اللبس أو التأويل.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة